الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الهمة



كلا رويدك يا طبيب    وقد سألت: أما استراح؟
هل يستريح الحر يوقد    صدره العبء الرزاح[1][5]
 نعم كيف يستريح من يوقد صدره عبء الدعوة وضخامة المسؤولية. قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: متى الراحة؟ فقال: عند أول قدم نضعها في الجنة!!
{قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [ آل عمران: 104 ].
فارسٍ من فرسان الدعوة الإسلامية, خاض غمارها, وعاش ليلها ونهارها, ذاك هو الداعية المبارك أحمد ديدات رحمه الله, أتركه ليحرك الدم المتجمد في عروقك بسياط نصحه, ويدفع قدمك للصعود بعظيم وعظه فيقول - بتصريف يسير-: 'إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'اليد العليا خير من اليد السفلى', وهذا يعني أن الذي يعطي أرفع منزلة من الذي يأخذ، إن مهمتنا هي أن نخرج لنبلغ رسالة الله، إننا في مكانة أعلى من الناحية العقدية.. ويقول: ملايين الخطط وملايين المتفرغين النصارى هدفهم تحويل العالم الإسلامي إلى النصرانية ونحن نغُطُّ في نوم عميق. النصارى يقرعون أبوابنا في بلادنا!! فقد تنصر 15 مليون إندونيسي وهناك الآن مئات الآلاف من المتفرغين للتنصير في أفريقيا.
ثم يقول وهو يستثير المسلم ويبعثه إلى نشر عقيدته: إن المسلم يملك هذا الدين.. يملك البرهان عليه، وعليه أن يصحو ويعلم أنه يملك [جرافة] منحها الله إياه, تحطم كل الصخور - صخور الأصنام والجاهلية - هي هذا الدين, فعليه استخدامها لنيل العزة...

 ويقول: من مائة ألف صحابي حضروا حجة الوداع, لم يدفن في المدينة منهم إلا عشرة آلاف! أين ذهب الباقون؟! لقد انطلقوا في الآفاق يمتطون خيولهم وجمالهم ينشرون دعوة الله, أدركوا أن رسالتهم للعالم فلم يكتفوا بالجلوس في بيوتهم ومساجدهم...' إلى آخر كلامه البديع[1][8].

 إن هذه الجهود المباركة المشكورة في سبيل الدعوة, إنما هي أثر من آثار محبة الله ومعرفته, فمن عرف الله دلَّ عليه, وقد صدق عبد القادر الجيلاني رحمه الله حين قال: 'من كملت معرفته لله عز وجل صار دالاًّ عليه, يصير شبكة يصطاد بها الخلق عن بحر الدنيا, يعطي القوة حتى يهزم إبليس وجنده'.
ورحم الله ابن سعدي حين قال: [رحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة, وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين][1][9].
 اين نحن من الإمام النووي الذي يحضر في اليوم 12 درساً..
                                                                       " لا ينال العلم براحة الجسم "  وقد قال يحيى ابن أبى كثير
فما أجمل الهم في السعي لله
والى جنة عرضها السموات والارض
وما اروع الهموم في رضى الحي القيوم
فمن وجد الله فماذا فقد ...ومن فقد الله فماذا وجد
فلسنا نعرضها لنُطرب النفوس فتُبارك دون أن تشارك   (منقول )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق