طريق الراغبين في التقرب من ربهم الطالبين لرضاه
هي دلالة الخلق عليه
هي دلالة الخلق عليه
يقول ابن الجوزي رحمه
الله لراغبي القرب من ربهم: "ألست تبغي القرب منه؟ فاشتغل بدلالة عباده عليه،
فهي حالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق على
خلوات التعبد لعلمهم أن ذلك أثر عند حبيبهم، وهل كان شغل الأنبياء إلا معاناة
الخلق، وحثهم على الخير ونهيهم عن الشر"؟!
هذا حال نبينا صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفقة على امته ففي الحديث الصحيح
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا ، فَجَعَلَ
الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا ، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا ،
وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي
" .
إنها صورة الدعاة إلى
الله حين يرون الناس يقتحمون النار بانصرافهم عن الله وبعدهم عنه، فيتحركون
ليمنعوهم عنها ويحجزوهم منها، ضنا منهم على هذه النفوس أن تذهب إلى النار.
ولا يمكن لدعاة الحق أن
يحققوا ذلك إلا بالحركة إلى الخلق، ودعوتهم حيث كانوا، وغشيان مجالسهم، وحضور
مجتمعاتهم، والذهاب إليهم حيث كانوا، لا بالجلوس والخلوة وانتظار مجيء الناس
إليهم، فإن أئمة الدعاة من السلف الصالح كانوا يسيحون في الأرض لنشر الدعوة
وتبليغها، يبادؤون الناس بالكلام ويحتكون بهم احتكاكًا هادفًا ولا ينتظرن مجيء
الناس إليهم ليسألوهم.
لقد فهم الصحابة والتابعين والصالحين
هذا النهج وساروا عليه ولسان حالهم يقول لا نقيل ولا نستقيل
قال ربعي بن عامر: "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة
العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى
سعة الدنيا والآخرة". فاستمع إليه وهو يقول: "ابتعثنا لنخرج" وانظر
إلى ما فيها من إحساس بعظم الأمانة على عاتقه وعواتق أصحابه وشعورهم بأنهم هم
المكلفون بها دون غيرهم.
فهذا مالك بن دينار يقول: "لو وجدت أعوانًا، لفرقتهم ينادون في
سائر الدنيا كلها: يا أيها الناس النارَ .. النارَ".
وهذا شجاع بن الوليد قال: "كنت أخرج مع سفيان الثوري، فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبًا وراجعًا".
وكان الإمام الزهري ينزل إلى الأعراب فيعلمهم.
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
إني رأيت وقوف المــاء يفسـده.. ... ..إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأُسد لولا فراق الأرض ما افترست... ..والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة.. ... .. لمـلها الناس من عجم ومن عرب
وهذا شجاع بن الوليد قال: "كنت أخرج مع سفيان الثوري، فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبًا وراجعًا".
وكان الإمام الزهري ينزل إلى الأعراب فيعلمهم.
وفي هذا المعنى يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
إني رأيت وقوف المــاء يفسـده.. ... ..إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأُسد لولا فراق الأرض ما افترست... ..والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة.. ... .. لمـلها الناس من عجم ومن عرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق