دروس من رياض الصالحين
الدرس الثالث
حضور الجماعة في الفجر والعشاء
فإن لفظ الحديث كما في صحيح مسلم عن عثمان بن عفان رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: من صلى العشاء في جماعة فكأنما
قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. ورواه الترمذي بلفظ: من
شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له
كقيام ليلة. ورواه أبوداوود بلفظ: من صلى العشاء في جماعة كان
كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة. وكلاهما عن عثمان أيضا.
قال بعضهم أن جماعة العتمة توازى في فضيلتها قيام نصف ليلة
وصلاة الصبح في جماعة توازي في فضيلتها قيام ليلة، ,وقيل أن من صلى واحدا منهما في
جماعة كان كقيام نصف ليلة
فضل صلاتي العشاء والصبح تفيد بأهمية المحافظة والحرص عليهما
وعدم التهاون والتفريط فيهما
الحديث يرشد الي الحرص علي هاتين الفريضتين وهما صلاتا العشاء
والصبح في جماعة وأن لقيام الليل فضلا عظيما, وأن الله تعالي يضاعف الثواب لمن
يصلي هاتين العبادتين في جماعة وخصهما بالذكر لما يترتب علي النوم الذي يسبقهما من
كسل في بعض الأحيان وتثاقل الرءوس ففيهما مجاهدة للنفس والجسم, لذا نجد الرسول ـ
صلي الله عليه وسلم ـ أكد أداء هاتين الصلاتين في جماعة.
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا إذا افتقدنا الرجل في الفجر والعشاء
أسأنا به الظن
فالبدار البدار -أخي المسلم- لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان
وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين
ويعظم الأجور.أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً
من ضمّات القبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً
أبد الدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) .فتباً للذة تعقب
ندماً ، وراحة تجلب ألماً.